في الشرط المغربي الحالي، يتميز العمل الحزبي بمجموعة من
الأعطاب، رغم تحقيق بعض التراكمات الإيجابية منذ الاستقلال وتحقيق تداول سلمي على
السلطة.
يمكن تلخيص التراكمات في وجود تقاليد لممارسة حزبية عريقة قبل الاستقلال وبعده، وفي وجود احزاب حقيقية، مستقلة، مناضلة، ومختلفة المششارب والتوجهات.
ومن اعطاب العطل الحزبي الحالي:
عطب قانوني ثم تجاوزه مؤخرا بشكل
نسبي مع الدستور الجديد. ولا زال ينتظر الطبقة السياسية اليوم المزيد من العمل
الشجاع من اجل التنزيل الديمقراطي للدستور عبر قوانين تنظيمية ترقى بالعمل الحزبي،
وتعلن وظيفة الحزب في التأطير، والتمثيل، والوصول إلى السلطة من اجل تنفيذ
البرنامج الحزبي.
عطب متعلق بتسييد
خطاب التيئيس والتبخيس والعدمية، انخرطت فيه جهات
مدنية وشبه مدنية، وضخمت وهما يدعي أن العمل الجمعوي سيعوض العمل الحزبي.
نحن نعتقد أن إضعاف
أدوات الديمقراطية (الأحزاب) لا يخدم ديمقراطيتنا الناشئة، وان ما يخدم
الديمقراطية هي العمل على بت إجراءات تعيد الثقة للمواطن في العمل السياسي
المؤسساتي.
عطل ذاتي يتعلق أساسا
بشيخوخة النخبة السياسية، وسيادة ممارسة سياسية غير صحية كظواهر التوريث، وعلاقات
الشيخ والمريد، والإسقاطات عبر تفضيل "مول الشكارة" على المناضل اليومي،
وتنامي الانتهازية.
إضافة إلى السقوط
في نوع من النخبوية أدت إلى غربة الحزب عن المجتمع، حتى أصبح غير قادر على فهم
التحولات الجارية فيه وتعززت ظواهر العمل السياسي الاحتجاجي والخارج عن المؤسسات
والمرابط في الشارع، بما يؤشر على خطر الاختناق السياسي المنتج للتطرف
واللا-استقرار.
زهير ماعزي