في تلك الأوراش الإنمائية المفتوحة هنا وهناك، قرب أكياس الإسمنت في المدينة الجديدة، وتحت أشعة الشمس الحارقة في الطريق السيار، وبين رذاذ الغبار في الميناء المتوسطي تبني لنا أملا في المستقبل، تمارس طقوس الإنعاش في مغرب الحسن الثاني المصاب بالسكتة القلبية.
عرقك المقدس يسقي تراب الوطن، وعضلاتك المحترمة تقاوم عجز الميزانية والترتيب المتأخر في سلم التنمية البشرية ولو من موقع متأخر في سلم الطبقية الإجتماعية عليها اللعنة.
تركت قريتك وهاجرت إلى المدينة.
تركت أشواق فاطمة يحرقها الإنتظار في الحقل، واستقبلتك احضان العاهرات في المدينة.
تركت شموع الليالي وضوء القمر. فررت من الجفاف وقسوة المسالك وسطوة المخزن ومنظر الكلاب ذات العظام البارزة والتي لم تعد تقو على النباح. وسكنت ضواحي المدينة محروما من أضوائها، فاضحا بكل شجاعة علمية تاريخنا الرسمي الذي يدعي وبكل وقاحة أننا ولجنا الألفية الثالثة.
إليك أيها العامل البسيط أكتب، لأناجيك وأسألك عن الأزمة العالمية، فتجيبني بأنك في أزمة دائمة، لا سكن، ولا خدمات إجتماعية، مشروع الزواج مؤجل إلى اللانهاية.
لماذا تصر أن تحرجني في كل مرة، تجعلني أبدو صغيرا جدا إلى درجة الحقارة كلما حاولت أن اناقش خبرا صحفيا أو أن أبشر بفتح حكومي.
في عيدك الأممي، ستخرج ليبح الصوت، لترتفع الرايات، ولنذكر الباترونا بأنها هنا قاعدون، نرفض أن نموت كما يقول القديس.
في عيدك الأممي، ستأتي باكرا لتزين الساحة، وتقول كلمتك وتمضي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق