الأحد، 19 سبتمبر 2010

في ملامح قصور الشبيبة الاتحادية، عطفا على الرفيق محمد بلعيش



كتب الرفيق محمد بلعيش مقالا بعنوان الشبيبة الاتحادية ليست قاصر. وهو المقال الذي حرك في النهر الاسن فكانت هذه الكلمات:
رابط مقال محمد بلعيش على الفايس بوك: انقر هنا 

المقال جدير بالقراءة وفي صلب النقاش الحالي وينتمي الى مدرسة اتحادية اصيلة تقضي بتصريف النقاشات الداخلية الى المجال العمومي وليتشاركها جميع المواطنين والمناضلين، وفي الحقيقة أنا من أنصار العودة الى هذه المدرسة، لانها البديل المنتظر لمدرسة بدأت تتأصل في الاتحاد الاشتراكي ومنظماته الموازية والمصيبة الأكبر حتى في التياريات المنشقة، هذه المدرسة هي الكولسة والحلقية وصناعة الأتباع والانزالات والشخصنة والديمقراطية العددية، وهي كما نعلم جيمعا من ثوابت الانتقادات التي يحملها علينا أصحاب اليسار الجذري من أبناء الى الامام ومخلفاتها
ينتمي المقال إلى حرقة السؤال الثقافي الذي يسائلنا جميعا حول مال الشبيبة الاتحادية خصوصا  والشبيبات الحزبية عموما في عصر العولمة وانتصار الليبرالية واستعمال الهندسة الوراثية من أجل اعادة ديناصور سياسي الى الحياة السياسية اسمه الحزب الاداري  الأغلبي ولقبه التراكتور  المقوى بهمة رجالات اليسار المرتدين. هذا السؤال الثقافي في الحقيقة لم يغب عن بعض الفعاليات الشبيبية والحزبية لكن للأسف غاب عن المؤسسات، غاب عن المكتب الوطني وهنا اضيف كلمة "الرسمي"، وهي عبارة لطالما رددتها واحسست بالانتعاش وصفاء السريرة والضمير ونحن نمارس أضعف إيماننا الإتحادي
أتفق معك أخي ورفيقي بلعيش حول "الحريرة الالكتروينة" التي تسمى نشرة اتحادي وما هو باتحادي،  والتي اعتمدت مبدأ "كور واعط لعور"، فلاشك نزولها إلى درجة السوقية وتصفية الحسابات عن طريق السب والتجريح في كرامة الناس والتشكيك في شرفهم بلا حجة ولا دليل. ولا شك أيضا أن بعض من أعضاء المكتب السياسي قد ساهموا -عن غير وعي غالبا وفي اطار ترجيح الحسابات التكتيكية - في تأزيم وضعية الشبيبة الاتحادية، منذ سنوات. حتى اصبح الامر وكانه محاولة لاغتيال الصوت الشبيبي الممانع في المؤتمر عبر تخفيض السن خمس سنوات دفعة واحدة.
الديمقراطية أيضا تم اغتيالها داخل أهم قوة سياسية في البلاد تنادي بالديمقرطية وذلك خلال المؤتمر الاخير للشبيبة الاتحادية على شاكلة الاحزاب الشيوعية الابوية، ومن مظاهر هذا الاغتيال هو ما اشار اليه الاخ بلعيش بالمكتب الموازي بقيادة عضو المجلس الوطني الحزبي الحالي الاخ عبد الخالق البومصلوحي. ولتكمل "الباهية" بما اسمته الصحافة انذاك نهاية السياسة وما اسميه الان الاغتيال الثالث، أي اغتيال السياسة. ومن أهم مؤشراته دعوة مغني الراب "البيغ" الى المؤتمر ليغني اغانيه الشعبوية التي تسب البرلمان والاحزاب وممثلي الامة. في تناقض مفضوح مع رسالتنا وفي تناقض حتى مع اتجاه داخل حركة نايضة الفنية التي من الممكن أن يتوافق معنا كشباب تقدمي مثل مجموعة هوسة وهوباهوبا سبيريت. 
ومن ملامح قصور العمل الشبيبى ان غاب عن النقاش السياسي، لن أقول النقاش الدائر حول تعديل الدستور لكن عن النقاش الذي يهم الشباب المغربي رغم ان حقيقة كتابة الدولة في الشباب كانت في اياد اتحادية أمينة، وصارنا مجرد أرقام وقطعان محسوبة على هذا الشيخ أو ذاك.
إن كنت شخصيا أرى أن للقرار ما يمكن أن يبرره، لكن لي نفس تسائلاتك حول توقيت القرار، و حول دواعيه الحقيقية. فقد أعطى الانطباع أن السؤال السياسي مغيب، فقضية السويد غير كافية لتحريك المكتب السياسي. وان احترام الاخلاق في العمل السياسي لا يوجد على رأس أولويات المكتب السياسي مادام لم يتحرك للتحقق في اتهامات بالسرقة وتحصيل منافع خاصة. وللاسف لو حصل هذا في الاصالة والمعاصرة الذي قلنا عنه ما لم يقله مالك في الخمر لتحركت خديجة الرويسي من أجل التحقيق وتوزيع البطاقات الصفراء والحمراء. وهنا لا أحبذ الخوض في بعض التحليلات التي تحتمي بنظرية المؤامرة وتفسر القرار الاخير بالحسابات الضيقة. فلا زال في القلب بعض الثقة. 
ان المكتب السياسي السابق وبعض اعضاء المكتب الحالي مسؤولون عن الأزمة، هذا اكيد وحديث متفق عليه، لكنهم ايضا جزء من الحل. والوضع التنظيمي والقانوني للشبيبة الاتحادية الحالي يسمح لهم بالتدخل ولو ضد قرارات المؤتمر باعتبارنا مجرد قطاع حزبي تابع ومتحكم فيه. في انتظار ابداع صيغ تنظيمية وتصورات اخرى تراعي التحولات التي طرأت على الحقل الشبابي في المغرب وفي العالم والتكيف معه، والاجتهاد من اجل تحقيق نجاعة اكبر بوسائل متجددة (انظر تدونتي السابقة بعنوان: واشبيبتاه!).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق