السبت، 23 فبراير 2013

ردي لي قلبي أو امنحيني قلبك


حبيبتي
ليس من السهل أن تكتب عن مشاعرك، فبالأحرى أن تكتب لشاعرة وترسم صورة لمشاعرك، لكن الجميل الان أنك تتحدثين معي الان باستعمال ضمير المتكلم "Je "، وكأني قريب منك، تحاولين اقناعي بطيبوبتي وانتمائي لجماعة الأخيار، أنا الانسان المذنب الناقص، بينما في ثنايا السطر وما كتبت بالحبر وما قاله صمتك .. تحاولين جرد اخطائي في اللغة والسلوك ، في التوقيت والأسلوب ، ولباسي غير المتناسق وعطري غير المثير ، وانتمائي الطبقي الواقعي والفكري.
لأكون صريحا معك ، حين تحب حقا، تحب ولا تعرف لماذا، كل ما تعرف أنك لا تستحق من تحب، لا تختار من تحب ولا تعرف كيف تجعله يحبك ، والأخطر من ذلك أن لا تعرف كيف تكف عن حبه حتى لو جربت وصفات العطارين والعرافات.
لم أختر أن ألتقي بك، اختار الهك الجميل ان نلتقي عبر الصبيب الاكتروني أولا، ثم في الاجتماع المعلوم ثانيا، وأظن أننا سبق أن التقينا قبلا في رواية أو فيلم كلاسيكي أو في قصيدة حب في كتاب مقدس.
في أول لقاء دنيوي لنا ،  سألت عنك رفيقك الذي تكلم عنك كلاما جميلا مريحا، جعلني أعيش حالة تخدير وحلم دائم ونشوة أقرب إلى بارانويا مقدسة . المجرم، جعلني أطمع في فرصة، واسف لأني اعتقدت أني أستحق فرصة. ولأنه ليس جميلا دائما ، كان ما كان ، كان يكفيني اعتذار بسيط اداوي به نحسي الدائم، بدل كل ذلك المداد المدمي.
لكنك أخطأت عزيزتي ، نعم ، أخطأت ، هذا الانسان لم يقترح عليك علاقة استيلاب أو رباطا تقليديا باردا، ولا يريدك بشعر مستعار وسلوكات غير طبيعية ، إنه يريدك كما انت حتى لو كانت سلوكاتك في نظر الثقافة السائدة غير سوية.
لن اسمح لنفسي أن أكون عائقا اتجاه طموحاتك وأهدافك أريد ان اكون لك حافزا دافعا رافعا، سلما ترتقين به الى فضاء رحب تلمسين معه الشمس والقمر. لا أريد الى جانبي انسانة عادية تعجب والدتي وحسنة السيرة والسلوك وفق معايير المجتمع وبشهادة الكوميساريا ، اريدك بجنونك وحنانك وحبك للاخرين.. ولي ، أريدنا تحت حبات المطر وتحت تحت أشعة الشمس ، أن اصطحبك من منزلك صباحا وأسلم على الوالدة وأعدها أن أعيدك سالمة وجميلة ، لن نلقي بالا لهمسات الجيران .. واريدك قصيدة وأريدني حبرا.
كانت غلطتي هو أنني طلبت الوقت، لكني طلبته من أجلك، بصراحة من اجل أن أجعلك تقعين في شباكي وامارس طقوس سحر وتعاويذ قديمة، ومن يعرف، لقد كنت مستعدا حتى لأرمي حداثتي في مياه الصرف الصحي وأزور أقرب فقيه من اجل "حجاب قبول" أو أقدم رشوة للملاك "كيوبيد" حتى يصيبك بسهمه الذي أصابني قبلك.
أنت تبحثين عن شخص تحبينه .. لا عن شخص يحبك .. هذا من حقك. وقد تجدينه بتفاصيله المملة في قصيدة . ذنبي .. أنا كائن لا ينتمي لقصيدة.
واخرا وليس أخيرا، وككائن حر مبدع أقرب لجماعة الشعراء الصعاليك أعلن العصيان الجميل، وأرفض حكمك عزيزتي، ردي لي قلبي أو امنحيني قلبك.

المحب زهير ماعزي

هناك تعليق واحد: